قرن مضى على وعد بلفور الذي بموجه منحت بريطانيا لليهود أرضا، ظنوا أنها ستكون بلا شعب، وانطلقت إدعاءات الصهاينة منذ ذلك الحين لتزييف التاريخ، وطمس الحقائق، واللجوء لشتي أنواع القتل والقمع والاعتقال والتهجير، وإنشاء عصابات إرهابية مسلحة كان أشهرها تلك العصابات ” شتيرن والأرجون والهاجاناه، وهي التي كونت فيما بعد ما يعرف بجيش الدفاع الإسرائيلي “، لإفراغ فلسطين العربية من شعبها، وإجبارهم على ترك وطنهم، واستبداله بلاجئين يهود من شتى بقاع الأرض.
الصراع العربي الفلسطيني الإسرائيلي، والذي بدأ على الأرض عسكريا منذ نكبة العام 1948، لعبت الأرض خلال هذه الفترة دورا هاما في حياة عشرت الألوف، خاصة الذين بقوا من العرب الفلسطينيين داخل ما أصبح دولة أسرائيل، وظلت الأرض مصدرا إلهام لإنتماء الفلسطينيين العرب إليها.
ورغم أن الاحتجاجات الفلسطينية كانت ممتدة منذ النكبة، إلا أن ذروتها قد بلغت في أواخر مارس من العام 1976، بعدما قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بمصادرة ألاف الدونمات من الأراضي ذات الملكية الخاصة أو المشاع في نطاق حدود مناطق يسكنها فلسطينيين، فخرجت التظاهرات، ومعها الإضرابات، واندلعت المواجهات التى أسفرت عن سقوط 6 شهداء فلسطينيين، وإصابة العشرات، وإعتقال مئات المحتجين، وظلت منذ ذلك اليوم الأرض حدثا محوريا هاما في الصراع العربي الإسرائيلي وعلاقة العرب بالكيان المحتل.
في ذكرى إحياء الأرض، التقت ” صدى ” من داخل مقر سفارة دولة فلسطين بالرياض، بالسفير الفلسطيني لدى المملكة ” بسام عبدالله الأغا “، بمناسبة إحياء المناسبة التاريخية، ومدى تأثيرها على الجمهور العربي بشكل عام، والشعب السعودي بوجه خاص.
” الأغا ” قال لـ ” صدى ” أن يوم الأرض ” 30 مارس 1976 “، هو يوم فلسطيني بامتياز، يوم أن تصدى أهل عرب 48 للجيش الإسرائيلي، الذي أراد أن يسيطر على أراضيهم، استشهد خلالها 6 شهداء، فضلا عشرات الجرحى والمعتقلين، مؤكدا أنه منذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا، يتم إحياء هذه الذكرى تعزيزا لذلك اليوم الوطني.
وأكد ” الأغا ” لـ ” صدى ” أن السعوديين دائما ما يتفاعلون مع أي مناسبة فلسطينية، انطلاقا من المواقف الخالدة والنبيلة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، التى تعد امتدادا واستمرارا لمواقف الملك ” عبد العزيز آل سعود “، وأبنائه البررة، مؤكدا أن الملك سلمان دائما في أعلى مقامات الذاكرة الفلسطينية لمواقفه المستمرة تجاه فلسطين والتى كان أخرها في مؤتمر القمة العربية في عمان مؤكدا على مركزية القضية الفلسطينية.
وأضاف أن إحياء الذكرى يعزز كذلك لدى أبناء فلسطين الدور النضالي والكفاحي، فضلا عن تذكيره دائما لجيل الشباب والأطفال وتكريس الهوية الفلسطينية العربية الإسلامية، مضيفا انه على امل وبالأمل، أن يكون الاحتفال القادم في القدس الشريف المحرر ” بإذن الله “، شاكرا للمملكة حكومة وشعبا على مواقفها الخالدة والنبيلة، متنميا لها الاستقرار والقوة تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ونائبيه الكريمين.
التعليقات
اترك تعليقاً