بداخل محركك يوجد شرارة صغيرة جداً تخرج من شمعة اﻹحتراق لتشعل كمية محسوبة بدقة من الوقود عدة مرات في الثانية الواحدة، وهو ما ينتج عنه سلسلة سريعة ومستمرة من اﻹنفجارات الصغيرة التي يتم التحكم بها داخل أسطوانات المحرك. ومن ثم، يتم تحويل طاقة هذه اﻹنفجارات إلى حركة.
لكي تحدث هذه العملية بدقة، يجب أن تحدث اﻹنفجارات الصغيرة بوقت دقيق للغاية دائماً، ولكن احياناً يخطيء التوقيت. يحتاج البنزين إلى حرارة شرارات شمعة اﻹحتراق، ولكن هذه الشمعة ليست مصدر الحرارة الوحيد في اسطوانات المحرك. أحياناً، عندما يحدث عطل بسيط داخل المركبة، يصبح المحرك ساخن جداً حتى أن البنزين ينفجر قبل أن تسمح شمعة اﻹحتراق له بذلك، وهذا هو مايدعى بطقطقة المحرك القادرة على إذابة محركك تماماً إذا استمر بشكل متواصل. ولكن لحسن الحظ، هذه الطقطقة يمكن توقعها بسهولة، كما انها مدروسة بعناية لدرجة أن المحركات الحديثة تحتوي على أنظمة مخصصة لمنعها من الحدوث.
اﻹشعال المبكر منخفض السرعة
اكتشف العلماء حديثاً وجود عطل آخرى يدعى اﻹشعال المبكر منخفض السرعة أو(LSPI)، وهو مشابه لطقطقة المحرك، إلا أنه أخطر منه بكثير. هذا لانه حتى اللحظة، لم يتمكن الباحثون من فهم نمط عمله بشكل محدد بعد ولكونه يحدث بشكل عشوائي إلى حد كبير.
كل من الطقطقة واﻹشعال المبكر تحدث عندما يشتعل البنزين الموجود في الاسطوانات بالوقت الخاطيء، إلا أن الظروف المحيطة بكل منهما مختلفة. حيث تحدث الطقطقة عند سرعة دوران عالية وزيادة الحمل على المحرك فيسخن بشكل كبير، ولكن اﻹشعال المبكر يحدث عند سرعة دوران منخفضة وحمل أخف، كما انه يحدث عادة في المحركات الحديثة عالية الكفاءة في استخدام الوقود.
المحركات اﻷكثر تعرضاً للإشعال المبكر
للأسف فإن أكثر المحركات عرضة لهذه المشكلة هي محركات ذات شواحن التيربو والحقن المباشر TGDI، التي تعمل على توفير الوقود، والمنتشرة في معظم السيارات الحديثة.
كيف يؤثر اﻹشعال المبكر على المحرك
يظهر أثر اﻹشعال بعد سماع دوي صوت عالي يشبه صوت طقطقة عالي جداً، حيث ينتج عنه ضغط عالي جداً في أسطوانات المحرك قد يؤدي لكسر المكابس والحلقات باﻹضافة إلى إحتمالية تشقق رأس اﻷسطوانات، لكن لا تقلق، على الرغم من كون المهندسين لا زالوا غير متيقنين من أسباب هذه المشكلة، إلا أنهم يقومون ببرمجة النظام الذي يقوم بتشغيل المحرك لكي يتفادى هذه الظروف، إلا أن هذا يقلل من كفاءة هذه المحركات من حيث كفاءة استهلاك الوقود. ولكن، يأمل العلماء والمهندسين في شركات صناعة السيارات أن يقوموا بدراسة وفهم ملابسات هذا العطل بشكل تفصيلي، حتى يكونوا قادرين على تفادي هذه المشكلة مع اﻹستفادة من قدرة هذه المحركات على تحسين إستهلاك الوقود.
ما الذي يسبب اﻹشعال المبكر
هناك نظرية تقول بأنها نقاط الزيت الساخنة التي تسقط من حلقات المكابس، ما قد يوفر مصدر إشعال غير شمعات اﻹحراق، وفي هذه الحالة، قد نكون قادرين على تقليل احتمالات حدوث اﻹشعال المبكر عن طريق تعديل زيت المحرك، وهو مايجري تجربته حالياً.
تمت رعاية إحدى هذه التجارب من قبل شركة فورد، وهي احدى أكبر شركات السيارات التي تقوم بتوفير محركات TGDI في معظم مركباتها، على الرغم من أن هذه الزيوت ذات الصيغ الكيميائية الجديدة مازالت تحت التطوير، إلا أنها سوف تتضمن حماية ضد مشاكل عديدة في المحركات، بما يتضمن اﻹشعال المبكر، عند إطلاقها ومن المنتظر أن تحمل هذه الخصائص الجديدة اسم GF-6 عند توفرها للطرح في اﻷسواق خلال العامين القادمين.
التعليقات
اترك تعليقاً