لكي تعيش يجب أن تكون قويًا ، والقوة ليست قوة الجسد فقط ؛ بل قوة التحمل لكُل أمرٍ سيء ، وقوة التخلي عمّن لا يستحق ، وقوة الإكتفاء بالذات ، وقوة الصبر على المصائب ، وقوة الإرادة للوقوف بعد العثرات ، ولكن الحقيقة أن أعظم قوة يمتلكها إنسان على وجه الكرة الأرضية هي قوة الإيمان بالله ، فكلما كان إيمانك بالله قوياً ، كنت قويًا لأن الله معك ، فمن خلق التعثر خلق النهوض.

‏كن قوياً عندما تتأخر أمانيك شهوراً وسنوات ، واصبر وقل لا بأس فما أخذه الله لحكمة، وما أبقاه لرحمة ، قد تتأخر بعض الأمنيات لتكثر الرحمات والعطايا والهبات من الرحمن الرحيم فأحسنوا الظن بالله تعالى.

فوالله لا ضاعت الفرصة ، ‏ولا فاتك القطار ، ‏ولا راحت عليك ، ‏ولا وصلت متأخر ، ‏كل ما في الأمر أنه لم يكتب لك ، ولم يكن من نصيبك ، وأنه صُرِف عنك وصرفت عنه لحكمة علمتها أو جهلتها ، كل الحكاية أنها أقدار مكتوبة وأرزاق مقسومة قال تعالى: (لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ) ، وقال سبحانه: (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ).
كن قوياً وأصلح ما بينك وبين الله يصلح لك كل شئ في حياتك ، وعيش مع القرآن الكريم قراءة وتدبراً وعملاً لتسعد في الدنيا والآخرة.

كن قوياً وسابق إلى الخيرات والأعمال الصالحة كالصلاة وبر الوالدين وحسن الخلق وطلب العلم والإحسان إلى الجار وغيرها.

كن قوياً وصاحب همة عالية قال الشاعر:

بقدرِ الكدِّ تكتسبُ المعالي
ومن طلب العلا سهر الليالي
ومن رام العلا من غير كد
أضاع العمر في طلب المحال
تروم العز ثم تنام ليلاً
يغوص البحر من طلب اللآلي

كن قوياً وهوّن عليك هموم الدنيا وغمومها ‏فكل الحياة مُغادرة ، و‏كل القلوب مُسافرة ، و‏كل المآسي عَابرة ، ‏يا صاح دنيانا طريقٌ ، ‏والعيشُ عيشُ الآخرة.