رحلتي الأولى

وصلت مدينة أمستردام الأول مرة في حياتي بتاريخ 16/3/1443هـجرية وكان الطقس في الليل بارد نوعاً ما .

ثم بعد أن وصلت إلى وسط المدينة تجولت بها وذهبت للبحث عن مقهى لارتاح فيه بعد رحلة جوية لمدة ستة ساعات ونصف بدأت من الرياض وانتهت في أمستردام .

وبعد راحة قصيرة في المدينة أكملت طريقي للبحث عن دراجة هوائية وبعد بحث استمر عدة ساعات وجدت رجل لديه دراجة هوائية مستعملة كانت صغيرة الحجم وبعد حديث معه في السعر وافق على بيعها لي بسعر 35 يورو أي ما يعادل 150 ريالاً و اشتريتها منه .

وعندما صعدت الدراجة كأني أملك سيارة فارهة من التعب الذي لقيته من المشي الطويل ثم هرعت للبحث عن مأوي يأويني من برد أمستردام وبعد بحث من خلال بعض البرامج المختصة بالضيافة وجدت غرفة لدى رجل هولندي طاعناً في السن وبعد حديث معه بالسعر وافق على أن أقيم بها بسعر 65 يورو كان سعرها من الوهلة الأولى غالي مقارنة في بعض أسعار الغرف الأخرى.

ولكن عندما دخلت الغرفة وجدتها نظيفة مرتبة وسيعة نوعاً ما وعندما وافقت على أخذ الغرفة واجهتني مشكلة أخرى وهي أن الدراجة الهوائية تحتاج إلى مكان وكان سعر المكان يتراوح من 5 يورو إلى 7 يورو في الساعة ثم أخبرت الرجل الهولندي بذلك وقام بمساعدتي في أن أضع الدراجة الهوائية بمكان بدون مقابل وبرغم أنه يوم واحد لكنه كان يوماً مرهقاً بسبب طول السفر.

ثم نمت تلك الليلة الباردة في أمستردام وعند الصباح استيقظت وانطلقت إلي وسط المدينة لتناول الإفطار وبعدها تجولت في المدينة حتى الظهر ثم انطلقت إلى محطة القطار المركزية والتي كانت قريبة من ساحة الدام تلك الساحة الشهيرة في أمستردام ثم حجزت تذكرة السفر بالقطار منطلقاً إلى جنوب هولندا وبالتحديد مدينة أوترخت الجميلة.

وبعد أن وصلت تجولت في المدينة لساعات قليلة ثم عدت إلى محطة القطار وحجزت تذكرة السفر الي أقصى جنوب هولندا وبالتحديد مدينة سانت هيرتوجنبوش ويسمونها الهولندييين اختصاراً (دنبوش) وبعد أن وصلت أستأجرت في فندق هرباً من برد المساء وفي الصباح انطلقت للبحث عن شقه صغيرة و وجدت شقه كانت تبعد عن وسط المدينة ما يقارب ثلاثة كيلو مترات واستقريت فيها لعدة أيام وكانت منطلقاً لزيارة القرى والمدن المجاورة وكذلك لزيارة بعض القرى الألمانية القريبة من جنوب هولندا حيث زرت عدة قرى ومدن في جنوب هولندا ، ولماذا جنوب هولندا ،أنني أخترت جنوب هولندا لعدة أسباب لرخص السكن مقارنة في العاصمة وبعض المدن الكبيرة وللأجواء الطبيعية الخلابة ولقربها من العاصمة الهولندية ولقربها من ألمانيا.

لقد كانت رحلتي الأولى هي الرحلة التي سافرت فيها أول مرة لوحدي إلى هولندا حيث تبع ذلك عدة سفرات لوحدي إلى جنوب هولندا و كانت تجربة فريدة لتعلم طريقة السفر الاقتصادي وقد سبق أن سافرت لعدة دول وكانت ذات صيغة مكلفة حيث كنت أستأجر في أرقى الفنادق وأذهب إلى أرقى المطاعم والمقاهي بالإضافة إلى إستخدام وسيلة نقل جيدة وخاصة ولكن ميزة السفر الاقتصادي إلى هولندا أنه يجعل الإنسان رياضياً بالإجبار حيث يضطر الشخص إلى التنقل بين المدن والقرى على القطارات ويجبر الإنسان في أغلب الأحيان على المشي لمسافات طويلة وكذلك أن السفر وحيداً يعطي الإنسان دعماً إضافياً نحو تحقيق الثقة بالنفس والثقة في قدراته الذاتية وقد أعجبني ذلك .

حيث أصبح الإنسان مع توفر التقنية ووسائل التواصل الاجتماعي ليس بحاجة لرفيق سفر في بعض الأحيان ولكن في نفس الوقت فأني لا أنصح بالسفر وحيداً إلا إذا كان الإنسان لديه معرفة تامة في البلد الذي يريد زيارته حيث لا تخلو بعض الرحلات من الأخطار والمواقف الغير آمنة وقد حدثت لي بعض المواقف الطريفة والصعبة و التي لا مجال لذكرها في هذه المقالة وسوف أحاول أكتبها في مقال منفرد ، وفي ختام هذه الكلمات كان أجمل ما يرافقني طوال الرحلة حقيبتي الصغيرة التي كنت أحملها على ظهري وهاتفي المحمول ودراجتي الهوائية متنقلاً بين القرى والمدن متفكراً بجمال إبداع الخالق، ومن جمال ما خلق الله سبحانه وتعالى كنت عندما أذهب إلى مكان أتمنى أن لا أغادره من روعته وأنا أردد عبارة " أنزلني هنا تعبت من السفر".