Slaati
نايف حمد النعامي

الفصل الثاني.. المتنبي: حين قتل بيتٌ صاحبه

منذ 5 شهر01495

مشاركة

لم يكن شاعرًا… بل نذير مملكةٍ تمشي على قدمين.

كلّما كتب بيتًا، سقطت هيبةُ أحد، وكلّما قال هجاءً، ارتجف سلطانٌ في مجلسه.

لكنّه – رغم العبقرية – نسي شيئًا واحدًا: أن السيوف لا تُطربها القوافي… بل تستفزّها.

كان المتنبي يبحث عن ملكٍ يليق به، أو ملكٍ يليق ببيتٍ كتبه، فدخل مصر، وأقام عند كافور الإخشيدي… وحين لم يُعطَ ما أراد، كتب ما لا يُغفر.

? البيت الذي أشعل الدم:

إذا أنت أكرمت الكريم ملكتهُ وإن أنت أكرمت اللئيم تمرّدا

لم يكن بيتًا فقط، بل مرآة سوداء وُضعت أمام كافور، رأى فيها لونه، عبوديته، أصوله، سلطته… كلها تُهشّم.

? وتوالى الهجاء كالسيوف:

ووضعُ الندى في موضعِ السيف بالعُلى مُضرٌ، كوضعِ السيف في موضعِ الندى

ومن نكدِ الدنيا على الحرّ أن يرى عدوًا لهُ ما من صداقتِه بُدُّ

هجاء لا يُبقي ولا يذر… لا يستر، ولا يداور… هجاء يُخرج السلطان من جلده، ويُحرّض خاصته، ويكشف عجزه.

⚔️ النهاية…

غادر المتنبي مصر، فتبعه الموت في الطريق. قيل إن كافور دسّ عليه القتلة، فلقي مصرعه على يد فاتك بن أبي جهل الأسدي، ورُوي أنه حاول الهرب، فقيل له:

“أتهرب وأنت القائل: الخيلُ والليلُ والبيداءُ تعرفني؟!” فثبت وقاتل… وقُتل.

? تأمل ختامي:

لم يَقُد دولة… بل قادَ كلماتٍ أوقعت دولًا.

قال الشعر فملَك الملوك، لكنه لم يملك خاتمًا يحميه من سيف رجلٍ قرأ هجاءه.

فمات كما عاش… كبيرًا يُطارده بيت، ويودّعه بيت.

التعليقات ()

مشاركة

أخر الأخبار

02796024-7f31-4211-bfc6-5f1382ff2a46.jpg
ماني: جاهز للعب في أي مركز والهدف أمام الكونغو أعاد السنغال لأجواء المباراة
الرباط
منذ 1 دقيقة
0
1336
a7086d15-5eee-42f5-a312-a0e07741a5c8.jpg
تعادل مثير بين أوغندا وتنزانيا في أمم إفريقيا
الرباط
منذ 4 دقيقة
0
1346
Screenshot_2025-12-13_220342.png
الإطاحة بعدد من المتورطين في ترويج المخدرات .. فيديو
الرياض
منذ 5 دقيقة
0
1350
e0f669d8-ce28-4854-9435-1bb59097bb6b.jpg
مدرب الشباب بعد الخسارة : الاتحاد كان أفضل منا اليوم
الرياض
منذ 8 دقيقة
0
1358
b1294f65-f7c8-4df5-bdd5-841375a3dcde.jpg
تشيلسي يخسر أمام أستون فيلا بهدفين
لندن
منذ 11 دقيقة
0
1369
إعلان
مساحة إعلانية