Slaati
نايف حمد النعامي

الفصل الرابع “قصيدةٌ كادت تقتله.. فقتلها بالصوت وحده”

منذ 5 شهر01793

مشاركة

(عن مجنون ليلى)
لم يكن يحمل سيفًا،
ولا يعرف كيف يُطعن… إلا بالحرف.
كان قلبه خيمةً،
وفيها “ليلى” تتقلب بين صدره ولسانه.
لكن العاشق، حين يُسمّي من يحب،
فقد خالف سُنن الحيّ، وكسر واجب الصمت…
وترك القصيدة تهتف بما لا ينبغي أن يُقال.
كان قيس يقول شعرًا ناعمًا،
لكن فيه من الجرأة ما يخلخل أعمدة الخيمة:
تعلّق قلبي طفلةً عربيةً
نؤومُ الضحى، لم تتخذ بعدُ مضجعًا
بيت واحد فقط…
فجّر العاصفة.
الرواية:
حين شاعت أشعاره في ليلى،
– غضب والدها،
– واشتد حنق الحيّ،
– وقيل له:
“عيبٌ أن تذكرها باسمها، والناس يسمعون.”
لكنه لم يتوقف.
بل أنشد في مجلس قِيل إن أخاها أو عمّها كان حاضرًا فيه:
وإني لمفتونٌ بها، متعلّقٌ
كما تعلّق الحبلُ الطروبُ المُجاشِعُ
فأُخذ من المجلس،
وقيل إنه ضُرب حتى أغشي عليه.
وفي رواية من “الأغاني” لأبي الفرج الأصفهاني،
قيل إن بعض أهل ليلى هددوه بالقتل إن لم يكفّ عن إنشاد شعره فيها،
فقال:
إذا مُتُّ من عشقٍ لليلى… فهذه
شهادةُ صدقٍ، لا شهادةُ مُرتدِّ
النتيجة:
•فُرّقت بينه وبين ليلى.
•زُوّجت قسرًا بغيره.
•ضُرب، وهام في الأرض.
•طُرد من القبائل.
•ومات، لا قتيل سيف… بل قتيل بيتٍ قاله ذات حنين.
تأمل ختامي:
لم يُذبح قيس،
لكن كل بيتٍ قاله… نزف منه شيئًا.
قصيدته لم تُقَطِّع أوصال جسده،
بل قطّعت قلبه، ودفنت “ليلى” في قبرٍ لا يراه إلا في صوته.
في “الحرف والدم”…
ليس الدم دائمًا نقطة نهاية،
فبعض الحروف تذبح أصحابها على مهل…
في بيتٍ،
ثم بيت،
ثم لا بيت بعدها… إلا القبر.

التعليقات ()

مشاركة

أخر الأخبار

a7086d15-5eee-42f5-a312-a0e07741a5c8.jpg
تعادل مثير بين أوغندا وتنزانيا في أمم إفريقيا
الرباط
منذ 41 ثانية
0
1333
Screenshot_2025-12-13_220342.png
الإطاحة بعدد من المتورطين في ترويج المخدرات .. فيديو
الرياض
منذ 2 دقيقة
0
1338
e0f669d8-ce28-4854-9435-1bb59097bb6b.jpg
مدرب الشباب بعد الخسارة : الاتحاد كان أفضل منا اليوم
الرياض
منذ 5 دقيقة
0
1348
b1294f65-f7c8-4df5-bdd5-841375a3dcde.jpg
تشيلسي يخسر أمام أستون فيلا بهدفين
لندن
منذ 8 دقيقة
0
1360
c7901d00-ed5a-40b6-8a3e-ef069fa072ab.jpg
أحمد الجليدان يهدى قميصه لأحد الحضور.. فيديو
الرياض
منذ 9 دقيقة
0
1364
إعلان
مساحة إعلانية