باسم جفال: الشركات تموت مثل الإنسان والابتكار هو سر البقاء.. فيديو
الرياض
أكد خبير الابتكار باسم جفال أن الشركات، مهما بلغ حجمها أو مكانتها، ليست محصنة من الانهيار، مشيرًا إلى أن "كل شركة، كما الإنسان، لها دورة حياة محددة، وستنتهي في يوم من الأيام ما لم تتجدد بالابتكار".
وقال جفال: "أي شركة أو مؤسسة، مهما كانت كبيرة، ستموت في يوم من الأيام. عمر الشركات يتناقص بسرعة، والذكاء الاصطناعي سيجعل عمرها أقصر من أي وقت مضى".
وأوضح أن دراسات عالمية، من بينها دراسة صادرة عن ماكنزي، أظهرت أن "العمر الافتراضي للشركات الكبرى انخفض من 61 عامًا في الخمسينيات إلى 18 عامًا فقط اليوم"، مضيفًا: "أتوقع أنه مع تسارع ثورة الذكاء الاصطناعي ، قد يصل متوسط عمر الشركات إلى عشر سنوات فقط. تخيل شركة كبرى تنشأ وتزدهر وتحقق مليارات ثم تختفي خلال عقد واحد فقط.. هذا أمر مخيف".
وانتقد جفال ذهنية بعض القيادات التنفيذية التي تركز على الأرباح السريعة دون رؤية استراتيجية طويلة المدى، قائلاً: " كثير من المدراء يعيشون تحت ضغط النتائج الربعية: كم حققنا في الربع الأول؟ وماذا عن الثاني؟ هذا التفكير قصير المدى يمنعهم من الاستثمار في الابتكار، في النهاية سيأتي منافس صغير يغير قواعد اللعبة بالكامل ".
وأشار إلى أن الحل الوحيد لإطالة عمر الشركات هو الابتكار المستمر، واصفًا إياه بأنه "إكسير الحياة" الذي يمد في عمر المؤسسات، مضيفاً : "الشركات التي لا تبتكر تموت قبل أن تشيخ. الابتكار ليس رفاهية، بل ضرورة وجود".
وسلط جفال الضوء على تجربة شركة أمازون كنموذج عالمي في ثقافة التجريب والتعلم من الفشل، قائلاً: "جيف بيزوس نفسه قال: أمازون ليست كبيرة على أن تفلس وتنتهي، لكنها تحاول تأخير ذلك اليوم من خلال خدمة عملاء متميزة وابتكار لا يتوقف".
وتحدث عن فلسفة أمازون في خوض المخاطر والتجريب، مستشهدًا بمشروع الهاتف الذكي Fire Phone الذي فشل فشلاً ذريعًا وتكلفته بلغت 190 مليون دولار، مضيفًا: "أمازون لم تعتبره خسارة، بل تجربة تعليمية، في المقابل، سمحت لفكرة بدت غبية آنذاك أن تأخذ فرصتها في التجريب، وهي "أمازون برايم".. واليوم تحقق هذه الفكرة وحدها أكثر من 168 مليار ريال سنويًا".
واختتم جفال حديثه بدعوة الشركات إلى تبني ثقافة التجريب والابتكار قائلًا: "الجملة التي نريد أن نسمعها دائمًا في بيئات العمل هي: خلنا نجرب، من دون هذه الفلسفة، لا يمكن لأي مؤسسة أن تصمد أمام سرعة التغيير في عالم اليوم".
