منتدى منيرة الملحم في دورة 18 ينعقد بالغاط لاستشراف رؤية جديدة لمستقبل كبار السن

تطلق مكتبة منيرة الملحم بمحافظة الغاط، الأربعاء 28 جمادى الأولى (19 نوفمبر)، فعاليات الدورة الثامنة عشرة لمنتدى منيرة الملحم لخدمة المجتمع، والتي ينظمها مركز عبدالرحمن السديري الثقافي تحت عنوان: "استشراف مستقبل كبار السن من التحديات إلى التمكين"، ويعقد بمشاركة نُخبةٍ من الأكاديميين المتخصصين في هذا المجال.

وقالت أ. د. مشاعل بنت عبدالمحسن السديري، مساعدة المدير العام لمركز عبدالرحمن السديري الثقافي إن المنتدى يهدف إلى تحليل واقع كبار السن والتعرّف على احتياجاتهم الحياتية، ورصد التحديات التي قد تؤثر على جودة حياتهم، والسعي إلى معالجتها بما يضمن لهم حياة كريمة.  

وأكدت الدكتورة مشاعل أن المنتدى يسعى لتمكين كبار السن وتعزيز دورهم كمورد تنموي فاعل، قادر على نقل خبراته المتراكمة والمشاركة بفاعلية في مسيرة البناء، بما في ذلك دعم مشاركتهم في البيئة الرقمية. وشددت السديري على أن رعاية كبار السن هي "رسالة إنسانية ومجتمعية راسخة، اعترافًا بفضلهم وتقديرًا لعطائهم"، مشيرة إلى أن اختيار الموضوع يهدف إلى التوعية المجتمعية بضرورة إشراكهم في خدمة المجتمع بما يملكونه من خبرات ورغبة في استمرار العطاء.

وأشارت الدكتورة السديري إلى إن هيئة المنتدى اختارت هذا الموضوع بهدف التوعية المجتمعية بضرورة الاهتمام بكبار السن، والعمل على إشراكهم وتفاعلهم في خدمة مجتمعهم بالأدوار التي يمكنهم القيام بها، وبخاصة وأنهم يملكون من الخبرات الحياتية والرغبة في استمرار العطاء ما يجعلهم يشعرون بالسعادة عند إتاحة المجال أمامهم لخدمة مجتمعهم وبالتالي نعمل على تحسين جودة الحياة لهم. وذلك بالتأكيد يعود عليهم وعلى المجتمع بالفائدة وينمي لدى الجميع الشعور بأن كل فرد في المجتمع له دور يؤديه في خدمة مجتمعه ووطنه. 

ويناقش المنتدى أربعة محاور موزعة على جلستين، الأولى بعنوان الشيخوخة الحديثة ما بين التغير الاجتماعي والإطار القانوني والفجوة الرقمية، وتديرها د. وفاء طيبة، سيكون المحور الأول عن الواقع الاجتماعي والديموغرافي لكبار السن، ستقدمه الأستاذة هدى النعيم عضو لجنة كبار السن بمجلس شؤون الأسرة، والمحور الثاني عن التحديات التي تواجه كبار السن، تستعرضه الأستاذة ندى عبدالله البواردي مستشارة وعضو في عديد من الجمعيات.

 والجلسة الثانية بعنوان: كبار السن كمورد تنموي: تعزيز الأثر والمشاركة المجتمعية، تديرها د. لجين الحقيل، المحور الأول فيها عن دور التكنولوجيا في تمكين كبار السن، تستعرضه أ. نورة السديري، والمحور الثاني عن استشراف مستقبل كبار السن، يتحدث فيه أ.د. عبدالعزيز الغريب، أستاذ التغير الاجتماعي والثقافي.

وأكدت الدكتورة مشاعل أن رعاية كبار السن ليست مجرد مبادرات وقتية، بل هي رسالة إنسانية ومجتمعية راسخة، نؤمن بها ونعمل على تجسيدها في كل جهودنا، اعترافًا بفضلهم، وتقديرًا لعطائهم، وحفاظًا على دورهم الممتد في بناء هذا الوطن الغالي.

وقالت مساعدة المدير العام إن مكتبة منيرة الملحم، وضمن اهتمامها بالتوعية والتثقيف بكبار السن أطلقت هذا العام أربع مبادرات، الأولى، مشروع محو الأمية الرقمية لكبار السن في القرى وهو أحد مشاريع صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز للإنماء الاجتماعي، ومن ضمن مبادرات اللجنة النسائية للتنمية المجتمعية بإمارة الرياض بالشراكة مع جامعة المجمعة ممثلة في مرصد المسئولية الاجتماعية، يهدف لتمكين كبار السن من التعامل مع التقنية في الجوانب الأمنية والمالية والصحية والمجتمعية؛ والثانية مبادرة صحة المرأة الريفية، بالشراكة مع جامعة المجمعة أيضاً، بهدف توعية نساء القرى بمفهوم الصحة الشاملة للمرأة بما يشمل الصحة الإنجابية، والأمراض المزمنة، والصحة النفسية، والمبادرة الثالثة برنامج إحسان بالتعاون مع الشؤون الصحية بالحرس الوطني تتمثل في برنامج الأمان الأسري للتوعية بضرورة مواجهة العنف ضد كبار السن، والرابعة برنامج بركة حياتنا، التي تعزز نظرة المجتمع الإيجابية لكبار السن، بمشاركتهم المجتمعية وتنمية مهاراتهم وتوفير أوقات ممتعة ومفيدة لهم.

ودعت الدكتورة السديري أبناء المجتمع والجهات العاملة في مجال رعاية كبار السن لتبني دعم مثل هذه المبادرات وتطويرها، لنبني معًا بيئة حاضنة تليق بمن هم بركة حياتنا وذخر مستقبلنا.

وأكدت الدكتورة مشاعل السديري عناية مركز عبدالرحمن السديري الثقافي بدور المرأة في الحراك الثقافي والاجتماعي؛ تخطيطاً وتنفيذاً وتفاعلاً؛ فجاء تأسيس المكتبةً النسائيةً بالمركز في الجوف، التي تُعد أولَ مكتبةٍ عامةٍ للنساء على مستوى المملكة، لتتولى البرامج الثقافية الخاصة باهتمامات المرأة والأسرة والطفل. ثم جاء تأسيس مكتبة منيرة الملحم للنساء بمحافظة الغاط، بتوصية من حرم معالي الأمير السيدة الوالدة منيرة بنت محمد الملحم، التي أوقفت جزءا من مالها الخاص لبناء المكتبة وتشغيلها، وهذا المنتدى الثقافي المبارك واحد من أنشطتها السنوية التي تحرص على أن يناقش في كل دورة موضوعا من الموضوعات التي تهم الأسرة والمجتمع في وطننا الغالي.