Slaati
زياد بن منصور القرشي

الصداقة والصديق

منذ 6 ساعة01615

مشاركة

الصداقة في اللغة العربية مشتقة من الفعل (صَدَق) ، والصِّدْق، كما جاء في المعجم الوسيط هو: الكامل من كلّ شيءٍ. يُقال: رُمح صِدْق: مُسْتَوٍ صُلبٌ. ورجل صَدَق اللقاءَ: ثَبَتَ فيه ، والصدق يُحيل في العربية على المتانة والصلابة والقوة. 

الصّداقة هي من أجمل وأرقى وأنبل العلاقات الإنسانيّة، فالصديق هو الشخص القريب من الإنسان والقريب من همّه ومشاعره، وهو الوحيد الذي يشعر بالإنسان في حال حزنه وفرحه بل ويشاركه هذه المشاعر بكل حب وصدق وإخلاص، والصّداقة هي من أكثر العلاقات التي تدوم وتستمر لأنها لا تكون مبنيّة بالعادة على أي نوع من المصلحة، والرّابط المشترك بين الأصدقاء هو المحبة الخالصة دون كذب ولا خداع، والصّداقة فطرة بالإنسان فطره الله تعالى عليها، فكل إنسان يحتاج لوقفة صديق مخلص معه لا سيما في النّائبات والشّدائد فالصّديق وقت الضّيق، وللصّديق على صديقه عدد من الحقوق والواجبات ومنها الإخلاص، الأمانة، تقديم النّصح، وقد ذكرت الصداقة في القرآن الكريم قال تعالى: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} [الزخرف: 67]، فالأصل أن يكون الأخلاء؛ أي الأصدقاء قريبين لبعضهم ولكنهم يوم القيامة أعداء إلا المتّقين الذين تقوم علاقتهم على المحبة الخالصة لله .

وللصّداقة أثر كبير على الأفراد والمجتمعات عامّة، ومن أثرها على الفرد أنها تُنمّي روح التعاون والإخاء والمحبة بين الأفراد، وتساعد الصّداقة الأفراد على أداء الواجبات الدّينيّة والدنيويّة، وتحمي الأفراد من الوحدة والملل وتجلب لهم السعادة والأمل والفرح، والصّديق هو المشجّع الأول لصديقه والدّاعم الرّئيسي له، والصّداقة تقود الأفراد إلى أعلى المراتب والنجاحات والإنجازات، مما يؤثر على المجتمع فيصبح مجتمعًا إسلاميًا متماسكًا محبًا لبعضه ومحبًا لغيره بعيدًا عن الكره والضّغائن والأحقاد، والصّداقة تزرع الفضائل الجيدة والخصال الحميدة مثل التعاون والمشاركة والصدق بين أفراد المجتمع وهذه الخصال من أهم الأسس للحصول على مجتمعات مزدهرة متكاتفة، وتُبعد الصّداقة عن المجتمعات الكثير من المشاكل الاجتماعيّة كالحسد والكره والنميمة فتنشأ مجتمعات طائعة لربها قائمة بواجباتها متماسكة موحدة، وتُعزز الصّداقة من مشاعر الولاء والانتماء في نفوس الأفراد فيعمل الأشخاص ويجتهدوا للنهوض بوطنهم ومجتمعهم. وما أجمل قول الشاعر:

إذا كنت في قوم فصاحب خيارهم ** ولا تصحب الاردى فتردى مع الردي

ويجب اختيار الصديق بعناية فكما أنّ للصديق الجيّد العديد من الفوائد، فلصديق السّوء الكثير من المضار التي تعود على الشخص، فيجب على الإنسان أن يُحسن اختيار صديقه وصاحبه، لأن الصاحب الجيد يصحب صديقه إلى الخير وكذلك الصاحب السيء فإنه يجلب على صاحبه الويلات والمصائب في الدنيا والآخرة، وقد بيّن الرسول صلى الله عليه وسلم الفرق بين الصّديق الجيّد والصّديق السّيء في الأحاديث ومثل الجليس الصالح بحامل المسك والجليس السيىء بنافخ الكير ، والكير هو الأداة التي ينفخ فيها الحداد والنافخ المقصود به الحداد، وملخص الحديث أن من يصاحب الناس الأخيار لن يجد منهم إلا كل الخير والسلامة في الدنيا والآخرة، ومن يصاحب الناس الأشرار لن يجد منهم إلا الشر والخبث الذي لا بد أن يصيبه.

قال تعالى : ( فما لنا من شافعين * ولا صديق حميم}. أي قريب، قال قتادة: يعلمون واللّه أن الصديق إذا كان صالحاً نفع، وأن الحميم إذا كان صالحاً شفع في صديقه.

التعليقات ()

مشاركة

أخر الأخبار

68addc18-98d7-4ac6-816e-4a614e145dc2.jpg
محمد الشهري متحدثاً رسمياً للشباب
الرياض
منذ 22 دقيقة
0
1427
b08310ba-d23e-4448-9c25-bf50a9248b5b.jpg
النصر يواصل تدريباته في مقره الجديد
الرياض
منذ 23 دقيقة
0
1424
a682c52a-5444-40ce-82e1-25659a74e543.jpg
بورتو يعلن تعاقده مع تياغو سيلفا حتى نهاية الموسم
وكالات
منذ 23 دقيقة
0
1425
c57aa8f2-ef64-4ef0-8b79-2bb439bd991b.jpg
غرامة على كريم أديمي بسبب سلوكه خلال مباراة دورتموند
برلين
منذ 24 دقيقة
0
1433
8caf4459-5bf9-47e6-ad3d-6af7448e0aa3.jpg
جدارات تعلن عن توفر 31,193 وظيفة شاغرة
الرياض
منذ 24 دقيقة
0
1433
إعلان
مساحة إعلانية