من أعظم مخلوقات الله سبحانه وتعالى
كان لدي شغف كبير أن اكتشف مدينة قريبة، هادئة بشعبها. قررت الذهاب إلى عمق الحضارة والزراعة. وصلت إلى هناك، ورأيت كل شي هادي كما في مخيلتي. ذهبت ليلاً، إلى منتزه الملك عبدالله البيئي واستلقيت على السجادة، كان الطقس أكثر من رائع وجميل.
كان ليلاً، أرى أنوار المنتزه المحفورة بشكل جميل جمله "أمانة منطقة الاحساء" باللغة العربية والانجليزية. والنوافير الجميلة. انشرح صدري بهذه الطبيعة، بعيداً عن زخم المدن. وبينما كنت مستلقي على السجادة، سمعت الجاليات العربية وغير العربية يضحكون ويتبادلون الأحاديث.
تمنيت أن الحياة حديقة تملها الطبيعة وضحكات واتحاد البشر، بعيدة عن الحروب والانقسامات والتحديات للإبقاء على قيد الحياة. فجأة سمعت بكاء طفل، قد أضاع عائلته. أخدت بيده وسألت العوائل الجالسة عن هذا الولد. بدأ الطفل يقف عن البكاء ويشرح لي عن والدية باللغة المصرية وبسرعة عالية، والغريب كان واثق من نفسه. فابتسمت لأن لم أفهم شي مما يقوله.
أشارت أحد العوائل بأخدة إلى وحدة الأمن بالمنتزه، لم أتوقع أن هناك وحدة أمن. فقمت بتسليم الطفل، وتم الشكر من قبل طاقم أمن المنتزه.
من هنا بدأت أفكر، هل الرحلة انتهت؟ ماذا بعد ي رائد بن محمد ال شهاب؟ قلت في نفسي وأنا غير متحمس، سمعت بجبل القارة، هل سوف استمتع برؤية بعض الصخور؟!!!
الطريق له أخدني الى الوراء عشرات السنوات، جميل ان ترا حضارات لازالت موجودة. حقيقة لم أتوقع التنظيم والترتيب حول هذا المعلم الجميل. والشي الذي لفت انتباهي هو النحت والتشكيل الإلهي لهذه الصخور كأشكال هندسية منظمة.
جبل القارة ويُعرَف أيضاً بجبل الشبعان يقع بين قرية التويثير وقرية القارة بمحافظة الأحساء، في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية. يُعد الجبل من أبرز المعالم السياحية الطبيعية في الأحساء وقد سُجل في لائحة التراث العالمي عام 2018م بعد ضم واحة الأحساء إلى اللائحة. يبعد الجبل مسافة 15 كيلومتراً شرق مدينة الهفوف. ويحتوي على كهوفٍ أو ما يسمى بالمغاراتِ بين أهالي الأحساء. تتميز بعض مغاراته مثل مغارة النشاب بأن لها درجة حرارة معتدلة شبه ثابتة طوال العام.
سُمِّي جبل القارة نسبةً إلى بلدة القارة التي ينتمي إليها الجبل. وقد سمي أيضاً بالشبعان لكونه في وسط النخيل، قد طوَّقته النخيل والأنهار من جميع جوانبه. وفيه مغارات واسعة مرتفعة باردة في أيام الصيف. فهو تشبَّعَ بالنخيلِ. تبلغ مساحة قاعدته حوالي 14 كيلومتراً مربعاً، ويتكون من صخور رسوبية بلون ضارب إلى الحمرة. يحوي على كهوف معتدلة درجة الحرارة وشبه ثابتة طوال العام في حدود 20 درجة مئوية. ويرافقها جريان تيارات هوائية لطيفة وباردة من داخل المغارة لخارجها.
الجبال عظيمة عند الله وفي قصص الأنبياء لأنها «رواسي» تثبّت الأرض وتمنعها من الاضطراب، وهي منابع للأنهار ومخازن للخيرات والمعادن، وتُظهر عظمة الخالق وقدرته في القرآن الكريم من خلال تسبيحها وخشوعها وتسييرها يوم القيامة، كما أنها كانت أماكن مقدسة للقاء الله والتجلي، وشاهدة على قصص الأنبياء مثل نبي الله داوود الذي سخرها له لتسبح معه، مما يجعلها آيات تدعو للتفكر والتدبر في خلق الله، ذكرها الله في القرآن بأكثر من 40 موضعاً للدعوة للتفكر في خلقه العظيم.
فعلى سبيل المثال، اختار الله تعالى جبل الطور لموسى عليه السلام ليُظهِر له آية من آياته الكبرى، ويُكرمه بالتجلي عليه ليُكلمه، وليريه قدرة الله تعالى وأن البشر لا يستطيعون رؤية الله مباشرة، حيث تجلى للجماد فجعله دكًّا وخر موسى مغشياً عليه، وهو درس عظيم لموسى ولقومه عن عظمة الخالق، وتأكيداً على أن جبل الطور له خصوصية ومكانة عظيمة في الفضل والبركة.
وفي الختام، مع خاتم النبيين جوهرة الإسلام النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم)، جبل غني عن التعريف والتصوير، الجبل الجميل الذي حطي برعاية المملكة العربية السعودية. فأصبح اليوم معلم سياحي بارز تراه نهاراً وليلاً بواسطة الانوار الجميلة ومشاريع جديدة ستقام على سفوحه.
يحمل لوناً جميل، فكيف لا يصبح جميل. جبل أحد في المدينة المنورة له مكانة عظيمة عند النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم)، حيث أحبه وأخبر أنه "جبل يحبنا ونحبه"، وشهد أحداث غزوة أحد الشهيرة في سفحه الجنوبي، وفيه دفن عم النبي حمزة بن عبد المطلب، وهو معلم تاريخي وديني بارز يذكر بالثبات والإيمان والصبر، ويُعتبر رمزاً للأحداث النبوية.





