
التصوير بين التوثيق ومخالفة الهيبة
في زمن أصبحت فيه الكاميرا والسنابات تزاحم عباد الله في أماكن العبادة ، وخصوصا في المسجد الحرام والمسجد النبوي وأصبح تصوير السلفي هو الشغل الشاغل لكثير من الناس " أثناء الطواف أو الصلاة أو الدعاء، وكأن العبادة لم تكتمل دون توثيقها.
بل زاد الموضوع عن حده وأصبحنا نرى من يوثق في المقابر أثناء دفن الأموات، وعند مناقشة أحدهم لماذا تصور في المقبرة وهذا لايجوز قال لي علشان أطلع أهله من النساء كيف دفناه ؟
ظاهرة التصوير داخل الحرم باتت ملفتة ومثيرة للجدل*، حيث يضع البعض الكاميرا أمام وجهه في لحظة يفترض أن تكون بينه وبين ربه، متغافلًا عن خشوع العبادة وهيبة المكان. ومع أن البعض يقصد بذلك توثيق هذه اللحظات للذكرى ومشاركة اللحظة مع الأهل والأقارب والأصدقاء ، إلا أن ذلك التصوير قد يتحول إلى استعراض خفي أو وسيلة لجمع الإعجابات، مما يُفقد العبادة معناها الحقيقي ( الذي يدخل المرء في الشرك الخفي دون أن يعلم ويساهم كذلك في الزحام والتكدس وتعطيل الطائفين
ناهيك على أن مثل الأفعال تشوش على الأخرين وتخرج النفس من الخشوع ومزعجة وإنتهاك لخصوصية الأخرين ممن جاءوا للعبادة لا للظهور في خلفيات الصور
رسالة للقائمين على الحرمين
امنعوا تصوير السلفي داخل اروقة الحرم وكثفوا التوعية بأن في ذلك تعطيل للحجاج والمعتمرين وإنتهاك لخصوصية الأخرين الذين يظهرون في الصور اثناء إلتقاط السلفي.
همسة
العبادة علاقة بين العبد وربه، لا بين العبد وعدسة هاتفه. فلنحفظ للحرم قدسيته، وللعبادة خشوعها، وللدعاء صدقه، دون أن يتخللها سيلفي أو استعراض لا يغني ولا يسمن من جوع..