
التعصب الرياضي حين يتحوّل التشجيع إلى انقسام
الرياضة وُجدت لتقرب بين الشعوب، وتُفرّغ الطاقات، وتُعزز روح التنافس الشريف. لكن في السنوات الأخيرة، ظهر ما يمكن تسميته بالوجه القبيح للتشجيع ، ألا وهو التعصب الرياضي، الذي حوّل كثيرًا من المدرجات، وصفحات التواصل، وحتى المجالس العائلية إلى ساحات خلاف وتوتر، بدلًا من أن تكون الرياضة وسيلة للمتعة والتآخي.
ما هو التعصب الرياضي؟
التعصب الرياضي هو الانحياز المفرط وغير العقلاني لفريق أو نادٍ معين، يصل لحد كره الآخر، واحتقاره، والتقليل منه، بل أحيانًا مهاجمته لفظيًا أو جسديًا.
من أصعب الأشياء وأقبحها عندما يُقدّم المشجع ولاءه لناديه على حساب المنطق، أو الأخلاق، أو حتى العلاقات الاجتماعية
( الإعلام المتعصب )
ضعف الوعي الرياضي. الجهل بثقافة الاختلاف وقبول الخسارة ، عندما ينحاز المقدم أو المحلل لنادٍ معين بشكل كبير ، هذا يؤجج الخلافات بين الجماهير ويزرع بذرة التعصب الممقوت.
منصات التواصل
تنفجر الحروب الكلامية داخل القروبات أو المنتديات بعد كل مباراة، تنتشر الشتائم، والإشاعات، والاتهامات، في ساحة لا تخضع لأي رقابة حقيقية وكل يدلي بدلوه مابين الغث والسمين يولد من رحم ذلك التنافر والتنابز با لألقاب.
والتعصب الرياضي له أثارا سيئة في تدمير العلاقات الاجتماعية
فكم من صديقين اختلفا بسبب مباراة وكم من أسر تشاحن أفرادها بسبب تشجيع مختلف، شوّهتم صورة الرياضة التي من المفترض أن تبني الأجسام والعقول وحولتموها إلى أداة للصراع والإنقسامات.
(إذاً ماهي الحلول الممكنة)
ضبط الإعلام الرياضي بتكثيف التوعية وإلزام مقدمي البرامج الرياضية والمحللين بالحياد والبقاء في مسار التحليل الفني الهادف وعدم محاولة إثارة الجماهير .
سنّ قوانين صارمة ضد المتعصبين والمسيئين في الملاعب أو على المنصات.
نشر ثقافة الفوز والخسارة جزء من اللعبة. و تسليط الضوء على أخلاق الرياضيين الكبار الذين يحترمون خصومهم.
إقامة حملات توعوية من الأندية نفسها ضد التعصب.
دور الأسرة في غرس التوازن والانتماء الرياضي الصحي لدى الأبناء.
همسة
التشجيع الرياضي ليس عيبًا، بل هو أحد أمتع أشكال الترفيه، إذا التُزم فيه بأخلاقيات الحوار والتنافس