
السَدِيم
قَطَرَ في زهوٍ زَخَّار نصل قواضبه من تلك الخطى المبعثرة بين عباءة الحدس وحصيرة الأنين المنثورة على بوابة الشفق وظلمة الأفق الشائك في وجه حفن الضباب المبستر ببياض الفل وهجرة النرجس في حقول الياسمين حتى كادت حبات الرمل أن تتطوق بتقلقل حانق لتسري خلاياه المتنازعه نحو الانعتاق وناظر من خلال ذلك الفتات عبر ممر موسمه على ما انهارت عليه عينيه الدافئتين من وطأة الإغفاء فقد تدحرج ذلك الخيال على تلك الخواصر الضاجة كان تدفق بريقها غابر مزروع في فسحات رعناء ومنعطفة .
شرائح من أجماد شتى تهرول حول دروب مسدلة وعبرات فاجعة تتخطى حدودك بدون إستئذان وبين ماهو كذلك في وشاحها الذي لم تخفق خاصرته بعد بل كانت اقدامه تخطو الهُوَينا على ألوانٍ قاتمة نضجت لديه رواية التثاؤب في تلك الجلود المالحة الغاصة في الجداول اليابسة .
خطى ذلك الفارع بثبات مفرط إلى أن ارتفع صداه ولفه ذرات من هواء بارد وسحاب وقطع واجمة من ثلج شفيف رآها أمامه تُقَهقِه بهواده حتى دحرتالدهشة مشارب قسمات وجهه المتألق بالضياء في عالم القِتام .
هل فعلاً ذلك ماكان يؤمن به من غجريته أم ربما أضغاث أحلامٍ في وقت الفلق حين انطلاقة زمنه .
أم ربما تكهن زائف لما يدور حوله من طاقات وكوامن لم يجد لها تفسيرا ً سليماً يعين على ماقد يعتريها من ظواهر كما هي دون إلتفات عليها من حذقٍ أو بيان .
ناظر مرة اخرى من الأعلى عبر تلك النافذة الصغيرة ورأى ذلك الطيف يجتال بصبوةٍ بين ثراء الفضاء فقد تبدو حينما تبزغ الشمس عليها أو تسافر آسرة وخلابة .
استعدل في جلسته بعد ما تخطى منابر حواجزها ورآهم كما هم في جوفها ينقشون فوق الهواء سلالم للزنابق البيضاء ..
أزفت ساعة الميلان وانحدرت تلك الساكنة على عجل من مرقدها واستمر هذيانه أيُعقل ذلك ؟ أحجار صماء صلدة متسقة تفطن لقصيدة المكان والمكين غافٍ وراحتيه ممدودة نحو أكتاف المحارات الشريدة .
انحسرت بجسارة تلك المفاصل بأظافرها الخاشنة ولازال السموق باذخاً وتنفس حينها الصعداء ربما من شدة ما أصابه من دوارٍ وهو يُفرج عن صيحةٍ بأنات ناحلة حتى تضجر من كان بقربه فقد كان يُناظر ما ارتداه في معصمه كل برهةٍ حتى خُيِّل له بأنه سوف يقذف بنفسه إلى لاشيء حتى الهاوية لم يكن لها ملمح مغاير وإن رآها فكيف ؟ فبدنه بادن لايلج من خلال ذلك الثقب المستطيل …
هوت بإطمئنانٍ بجميع ثقوبها وما ان وطأت يابستها حتى وثب من كان يروعه الجَلَد ليبرح المشهد ومحيطه سحنات خاوية كامدة ..
لازال واقفاً وهي لم تتوقف بعد والكثير منهم أزمع بالوقوف وهو على هذه الحال خرجت آهة حرَّى تومىء إليه بأن يُحدق من خلال مرآة عينيه إلى الشفير الآخر من تلك القشور في الأنقاض حينها ناظروه بسخرية وفرَّ نافراً منهم نحو الحقيقة …
لقد كانت في جعبته منذ البداءة وهاهو يُدبر إليها ترحاً ولكن تُرى أين تكون وكيف ومتى ؟ استخبار يجهله بالتأكيد ذلك الحائر في الوحل المُرتجف !!!