Slaati
أحلام أحمد بكري

العزلة الاختيارية

منذ 6 شهر01667

مشاركة

مؤنسةٌ للنفس ، مريحة ٌ للأعصاب جالبة الهدوء للروح ، وتصل بالفكر للتنوير والإبداع ؛ هذه هي العزلة الإجتماعية الإختيارية التي يحتاجها الفرد من حين لآخر في حياتهِ..

ويحتاج الفرد لثلاث أشياء كي ينجح في فتح باب العزلة: (إقتناع ، جُرأة ، قرار )قال تعالى في سورة مريم (قَال رَبّ اجعَل لِي آيَةًۚ قَال آيَتَُك َأَلّا تُكَلِّمَ الَنّاس ثَلَاث لَيَالٍ سويّا) آية(١٠)..

الرغبة في تجنب الشعور بالازعاج ؛ الناتج عن التواجد مع الناس بكثرة وباستمرار ، بحيث يشكل التواجد الاجتماعي ضرراً على الفرد ، و يفضل حينها أن يكون منعزلا ً باختيارهِ ، لا قسرا ً..

وهنا يجب التفرقة بين العزلة والوحدة ، فالوحدة نتاج عوامل نفسية واجتماعية ومادية ومرضيّة ؛ تجعل الفرد يتجنب الناس عمداً..

بينما العزلة يختارها الفرد ليهرب من مجتمعهِ ، وينأى بنفسه طلباً للراحة والهدوء ، بحثاً عن التأمل والاعتكاف مع الذات ، متحرراً من الواجبات الاجتماعية فترة من الزمن..

رغبة في ترتيب أولوياته والالتفات إلى اهتماماته ، متحرراً بفكره ِ بعيداً عن أقرب الناس إليه ؛ ليستطيع العودة بكامل نشاطه وحيويته للمجتمع..

وهنا أشير إلى أن المنعزليين ليس شرطاً من يفتقروا لمهارة التواصل مع البشر فينعزلوا ؛ بل على العكس هم أفراد لديهم المهارات الكافية للتعامل مع البشر ولكن لديهم درجة الإحساس عالية جداً ؛ تصل بهم للتعب والإرهاق النفسي أثناء التعامل مع الناس ، هم ببساطة أفراد مرهفين وكثيراً منهم مبدعين ، يجنحون للعزلة لصفاء أذهانهم وسمو أرواحهم والرقي بافكارهم ..

فترات العزلة عامل مساعد ومفيد ، يجعل الفرد أكثر استعداداً لمخالطة المجتمع مرة أخرى فالغياب العرضي الاختياري من وقت لآخر للترتيب ولهدوء النفس وللارتقاء بالروح ؛ يساعد في نهاية الأمر على التركيز على المدى البعيد..

هناك خطر على الأفراد الذين لم يمارسوا العزلة على الإطلاق نجدهم أكثر تشتتاً ، وفوضى في حياتهم ، وأكثر عصبية أثناء ممارسة حياتهم العادية ، وأكثر صداماً مع بقية البشر ؛ فقد شكلت الضغوطات الاجتماعية على أنفسهم عبئاً ، وهم لا يشعرون ولا يدركون ذلك ..

وكأنهم بحاجة للتنبيه من شخص آخر ؛ ليفتح لهم الضوء الأخضر و يقول لهم أنهم بحاجة لعزلة ولو لوقت قصير ؛ لترتيب الفوضى التي تعصف بهم ..

يقول العالم توماس أديسون: “أفضل التفكير يكون في العزلة أسوءه ُ ما يكون في الزحام”..

ويقول الكاتب وديع سعادة : “كأن الاحتفاء بالذات لا يتُم إلا بالعزلة وكأن الاحتفاء بالحياة لا يكون إلا بالصمت”..

ومن الصعب أن تكون مسترخياً بشكل كامل ، و مدركاً لذاتك ومتأملا ًفي حياتك ، دون ممارسة العزلة الاجتماعية من وقت لآخر..

فرفقا ًبأنفسكم من حين لآخر..

التعليقات ()

مشاركة

أخر الأخبار

3f7b2850-4914-43e0-8efb-00e7cdd3abca.jpg
مقتل 8 أشخاص بحادث تصادم قطارين في الهند
نيودلهي
منذ 8 دقيقة
0
1360
6b55c24a-bbfa-4a9b-922b-cc74bd8f4209.jpg
ترقية الزميل فهد بن خالد آل قنيعير للمرتبة العاشرة بوازة الشؤون الإسلامية
خاص
منذ 15 دقيقة
0
1378
e4c06a02-40ed-48c7-85bc-5d75f6f367b5.jpg
إطلالة نهى نبيل تلفت الانتباه في حفل أنغام.. صور
باريس
منذ 26 دقيقة
0
1412
6f316d21-cd26-475e-ac59-36daa56bb17d.jpg
آلية منح المكافآت المالية لمن يسهم في الكشف عن المخالفات
الرياض
منذ 30 دقيقة
0
1416
b3ed61b6-41c2-4856-ab98-e79e5225651b.jpg
إغلاق خمس لاونجات مخالفة للاشتراطات البلدية بالمنطقة الشرقية
الرياض
منذ 31 دقيقة
0
1418
إعلان
مساحة إعلانية