
الفصل الأول: غنّيتُها فخسرتُها – حين حُرمت القصيدة من جسد معشوقتها
لم يكن الشاعرُ في الجاهلية عاشقًا فقط، بل كان ناقوسًا يُعلن ما يُخفى، ولسانًا لا يعرف السترة… فإن هو قالها، فلا رجعة.
“ليلى” لم تعد فقط فتاة في المضارب… صارت قصيدة! و”بثينة” لم تعد حلمًا يزور خيمة الليل… بل نشيدًا يتردد على كل لسان.
وما إن يُقال اسم المحبوبة علنًا، حتى تبدأ المأساة: القبيلة تغضب، والأب يرفض، والعار يُنسب للقصيدة، فيكون العقاب: أن تُزف إلى غيره… ويبقى هو شاعرها إلى الأبد… لا حبيبها.
⸻
?️ قيس وليلى
كتب فيها:
تعلّقَ قلبي طفلةً عربيّةً نُؤومُ الضُّحى، لم تَتَّخِذْ بعدُ مَضجَعا
أحبّها، ففضحها. ما عاد بإمكانها أن تخطو في الحيّ دون أن تُشير لها الألسن: “هذه معشوقة المجنون.”
فزوّجوها غيره، وتركوه يحترق بالنص.
⸻
?️ جميل بثينة
كتب:
وأولُ ما قاد المودةَ بيننا بوادٍ خَليٍّ، فارقتهُ فـُهُـودُهُ
عرفت بثينة أن القصيدة تُعرّيها، وأن كل بيت حبٍّ يُبعدها عنه خطوةً… حتى جاءت لحظة الخسارة.
⸻
?️ كُثيّر عزة
قالوا له: “أشبعتَ عزة فضحًا” فمنعوه من الاقتران بها، رغم أنه قال:
وكم قُلتُ: إنّي قد رضيتُ بها بدلاً من الناسِ طُرّاً… إنها لَكريمُ
لكنهم لم يروا الكرم في الحب، بل الفضيحة في البيت، فكان المصير: البُعد.
⸻
? تأمّل ختامي:
لم يُقتل هؤلاء… لكنهم نزفوا بطريقتهم.
سُجنوا خارج الزنازين، عاشوا وفيهم حياء نسائهن، وشظايا الحرف… وعرسٌ لم يُكتب لهم فيه اسم.