Slaati
زياد بن منصور القرشيزي
منذ 2 شهر01618

مشاركة

بر الوالدين من أعظم الواجبات الإسلامية ولذلك قرنه الله بعبادته في مواطن كثيرة في القرآن الكريم منها قوله جل وعلا: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً).

وقال عليه الصلاة والسلام للرجل الذي جاءه يستأذنه في الغزو معه وله أم : "الزمها فإن الجنة عند رجلها".

وبر الوالدين يحتاج حقيقةً الى جد واجتهاد ومثابرة وتضحية ، وبعض الناس يعتقد أنه لابد أن يكون الوالدين في غاية المثالية حتى يقوم ببرهم والإحسان إليهم والحقيقة هذا فهم خاطئ جدًا ، البر أفضل من الجهاد في سبيل الله ومثل ما الجهاد يحتاج إلى صبر وتضحية بالنفس والمال ولذائذ الحياة، كذلك بر الوالدين يتطلب نفس هذه الأمور وأكثر في سبيل رضا الوالدين.

قال تعالى: ﴿ وَبِٱلۡوَ ٰ⁠لِدَیۡنِ إِحۡسَـٰنًاۚ إِمَّا یَبۡلُغَنَّ عِندَكَ ٱلۡكِبَرَ أَحَدُهُمَاۤ أَوۡ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَاۤ أُفࣲّ وَلَا تَنۡهَرۡهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوۡلࣰا كَرِیمࣰا ﴾. الإسراء (٢٣).

فمن رأيتموه ينسى فضل والديه أو يُسيء إليهما ، ولو بكلمة "أف" فلا تثقوا فيه ولا تعتمدوا عليه ، لأنكم مهما أحسنتم إليه فلن تبلغوا معشار ما أحسن إليه والداه، فإذا نسي فضلهما وجحده، فهل تأملون أن يذكر فضلكم ويحفظ معروفكم ؟!

مرض أحد التابعين، فلما زارته أمه، قام فلبس وتأنق كأن لم يكن به بأس، فلما خرجت سقط مغشياً عليه، فلما سُئل عن ذلك قال: إن أنين الأبناء يُعذب قلوب الأمهات .!

يقول ابن اللبان في "مختصر الإفادات"، في فصل بر الوالدين وصلة الرحم هذا النص الجميل الرائع "و صِفَة البر:

أن تكفيهما ما يحتاجان إليه، وتكف عنهما الأذى، وتداريهما مداراة الطفل الصغير، وألا تضجر من حاجتهما، وأن تقدم خدمتهما على كثير من نوافلك من صلاة وصيام وغيرهما، وتستغفر لهما ويتأكد عقب صلاتك، ولا تحوجهما إلى التعب".

قال سبحانه: ‏( وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا ). مريم ٣٢.

‏قال ابن عباس رضي اللّٰه عنهما: "لا أعلم عملاً أقرب إلى اللّٰه من بر الوالدة !". { ربِ إرحمهما كما ربياني صغيرا }.

وبر الوالدة سبب في دخول الجنة قال صلى الله عليه وسلم: "دخلت الجنة ، فسمعت فيها قراءة ، فقلت: من هذا؟ قالوا: حارثة بن النعمان ، كذلكم البر ، كذلكم البر ، وكان أبر الناس بأمه". رواه أحمد.

وجاء في كتاب بر الوالدين للطرطوشي أن طلق بن حبيب رحمه الله: "كان يقبل رأس أمه، وكان لا يمشي فوق ظهر بيت هي تحته إجلالاً لها".

فلا يوجد حضن في الدنيا كلها يعوض حضن الأم والأب ، ولا يوجد أحد في الدنيا يعطي بدون مقابل إلا الأم والأب ، وبر الوالدين لا ينقطع بموتهما بل يستمر بعد الموت فالصدقة وأداء الحج والعمرة عنهما، والدعاء لهما، وزيارة وتفقد أحوال أقارب الوالدين وأصدقائهم من برّ الوالدين بعد موتهما ، فهو امتداد للبر في حياتهما وإمتداد للحب والوفاء ، وعهد لا ينقطع بغيابهم، وحين نزور أعمامنا وأخوالنا وغيرهم من أقارب والدينا كأننا نحيي ذكرى والدينا في أرواحهم ، فنبعث فيهم وفي أنفسنا السرور وذلك منتهى البر بهما.

اللهم اغفر لابائنا وأمهاتنا وارحمهم رحمة واسعة من عندك وادخلهم الفردوس الأعلى واجمعنا بهم في جنات النعيم.

اللهم اجعلنا ممن يصلون أرحامهم ابتغاء مرضاتك ، وممن يبرون بوالديهم أحياء وأمواتا.

التعليقات ()

مشاركة

أخر الأخبار

WhatsApp Image 2025-09-16 at 11.04.09 PM.jpeg
الحميدي: تحديثات جديدة صدرت على اللائحة التنظيمية لدوري جوّي للنخبة.. فيديو
ماجد محمد
منذ 58 دقيقة
0
1427
WhatsApp Image 2025-09-16 at 7.26.26 PM (1).jpeg
طبيبة : الأعمال المنزلية تؤثر على مفاصل المرأة.. فيديو
الرياض
منذ 1 ساعة
0
1431
WhatsApp Image 2025-09-16 at 2.52.39 PM (1).jpeg
مواصفات وأسعار نيسان باترول نيسمو في المملكة
أميرة خالد
منذ 1 ساعة
0
1439
WhatsApp Image 2025-09-16 at 10.55.51 AM.jpeg
الوحدة في الطفولة تزيد من خطر التدهور المعرفي عند البلوغ
أميرة خالد
منذ 1 ساعة
0
1422
WhatsApp Image 2025-09-16 at 11.59.07 AM.jpeg
مراهق يهاجم والديه بفأس ويصيبهما إصابات خطيرة
لندن
منذ 1 ساعة
0
1431
إعلان
مساحة إعلانية