دراسة تربط بين الكوابيس المتكررة وتدهور الصحة العقلية

أميرة خالد
كشفت دراسة حديثة نُشرت في دورية The Lancet eClinicalMedicine عن علاقة مقلقة بين الكوابيس المتكررة وخطر التدهور المعرفي، مشيرة إلى أن هذه الأحلام المزعجة قد تكون مؤشرًا مبكرًا لمشكلات صحية خطيرة تتعلق بصحة الدماغ والعمر المتوقع.
وبحسب نتائج الدراسة، فإن البالغين الذين يعانون من كوابيس أسبوعية معرضون لخطر الإصابة بالتدهور المعرفي بمعدل يزيد أربع مرات، بينما ترتفع احتمالية إصابة كبار السن بالخرف إلى الضعف مقارنة بمن لا يعانون من الكوابيس. ولفت الباحثون إلى أن هذه العلاقة كانت أوضح لدى الرجال، مما يجعل من الكوابيس المتكررة علامة تحذيرية ينبغي التعامل معها بجدية، خصوصًا إذا كانت تؤثر على جودة النوم بشكل مستمر.
ويرتبط تكرار الكوابيس بتنشيط دائم لاستجابة "القتال أو الهرب"، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول، واضطراب النوم، وضعف الجهاز المناعي، وزيادة مستويات الالتهاب في الجسم، وهو ما قد ينعكس على القلب والتمثيل الغذائي والصحة العامة على المدى الطويل.
ويرى الباحثون أن متابعة الكوابيس المتكررة ضمن الفحوصات الطبية الروتينية قد يساعد في الكشف المبكر عن الأشخاص الأكثر عرضة لمشكلات معرفية أو حتى الوفاة المبكرة، مما يتيح إمكانية التدخل الوقائي في الوقت المناسب لتحسين نوعية الحياة.
ولتقليل الكوابيس، ينصح المختصون بعدة خطوات تشمل إدارة التوتر من خلال التأمل وتمارين التنفس واليوغا، وتحسين روتين النوم عبر الالتزام بجدول منتظم وتجنب المنبهات قبل النوم، إلى جانب اللجوء للعلاج السلوكي المعرفي أو استخدام تقنيات تدريب الصور الذهنية التي تساعد في إعادة صياغة محتوى الكوابيس بشكل إيجابي.
ويؤكد الخبراء أن رؤية كابوس عرضي لا يدعو للقلق، لكنه إذا تكرر باستمرار، فقد يكون علامة على وجود مشكلات كامنة مثل القلق أو الاكتئاب أو اضطراب ما بعد الصدمة، ما يستدعي استشارة طبيب مختص. فالنوم الجيد لا ينعكس فقط على راحة الجسم، بل قد يكون مفتاحًا لصحة دماغية أفضل وطول عمر متوقع.