Slaati
إيلانا عادل الشريفإي

لماذا نتزوج؟ سؤال يكشف هشاشة منظومة الزواج

منذ 1 شهر01725

مشاركة

حين سألتُ صديقاتٍ وعددًا من المعارف، رجالاً ونساءً، عن السبب الذي دفعهم للزواج، جاءت الإجابات صادمة في بساطتها وسطحيتها أحيانًا بل وأحيانًا محملة بأسباب لا تمت للحب أو النضج العاطفي بصلة.

إحداهن قالت: "إرضاءً لأمي، تزوجت ابن خالتي"، وأخرى: "تقدم لي كثيرون، فلم أجد سوى ابن عمي مناسبًا لي"، ثالثة روت: "قابلته في العمل، قال أراكِ زوجة، فتقدم وخطبني".

أحد الرجال أجاب: "سنة الحياة، تخرجت من الجامعة ولازم أتزوج"، وآخر قالها بلا تردد: "توظفت وكنت أعزب، فتزوجت".

بل إن إحداهن اختارت الزواج لأنها لا تملك أخوات وتخشى الوحدة، فأرتبطت بأول من طرق باب أهلها.

وفي استطلاع أجرَيتُه بنفسي على منصة «X»، طرحت سؤالًا مباشرًا وصريحًا: "لماذا تزوجت؟ ولماذا تزوجتي؟" وجاءت الإجابات كاشفة عن ملامح بعض من أفراد المجتمع وتوجهاته. تصدر خيار "عادات وتقاليد مطلب المجتمع" القائمة بنسبة 41%، فيما اختار 27% الإجابة "تخرجت وتوظفت فلازم أتزوج"، أما "الخوف من الوحدة" فحصل على 22%، وجاءت نسبة 10% فقط لمن قالوا إن الزواج كان "لأجل إرضاء الوالدة". شارك في الاستطلاع 98 شخصًا، ليعكس تنوّعًا في الدوافع، بعضها اجتماعي، وبعضها عاطفي، وبعضها مجرّد استجابة لضغط الواقع.

لكن الغريب ليس هذه المبررات وحدها، بل ما يحدث بعد الزواج.

كثيرون ممن تزوجوا بهذه الدوافع يعيشون بعد سنوات في حالة من الندم أو عدم الاقتناع!

زوجة تُفكر في الطلاق عشرات المرات يوميًا، وزوج يُخطط للتعدد أكثر من ألف مرة في خياله، حتى يكاد الوقت لا يكفيه للتخطيط، وربما يحلم بذلك ليلاً!

تتجلى المُفارقة الكبرى في قصص مثل قصة الزوجة التي دعمت زوجها حتى نال شهادة الدراسات العليا، لتجد بعد حصوله على "حرف الدال" أمام اسمه أنه تغيَّر فجأة، وأصبح يبحث عن زوجة أخرى، مبررًا أن شريكته لم تعد تفهمه.

هذا يقودنا لسؤال أكبر وأعمق: لماذا تزوجتم؟

إذا كانت الدوافع في الأساس غير ناضجة، ومبنية على ضغط إجتماعي أو خوف أو عادة، فليس غريبًا أن نرى معدلات الطلاق ترتفع.

ووفقًا لبيانات وزارة العدل السعودية لعام 2025، في مقال نُشر في Gulf News بتاريخ 12 يوليو 2025 حيث بلغت نسبة الطلاق نحو 12.6% من إجمالي عقود الزواج، بينما تُظهر الإحصائيات أن أكثر من 65% من حالات الطلاق تحدث خلال السنة الأولى من الزواج، وهو ما يعكس هشاشة البدايات لدى كثير من الأزواج.

المُشكلة أن منظومة الزواج في مجتمعاتنا تعاني تشوهًا، إذ يُختزل الزواج في كونه محطة لا بد منها، أو واجبًا إجتماعيًا، أو وسيلة لحل مشكلة شخصية، بينما هو في حقيقته مشروع حياة يحتاج وعي، توافق فكري، ونضج عاطفي.

غياب الحوار قبل الزواج، وضُعف التأهيل النفسي والمهاري للحياة الزوجية، يجعلان العلاقة هشة أمام ضغوط الحياة.

إن السؤال الذي يجب أن نطرحه على أنفسنا قبل أن نطرق باب الزواج هو:

▪️هل أملك سببًا عميقًا وناضجًا للزواج؟ ▪️هل أرى الزواج شراكة ومسؤولية، أم مجرد محطة لأرضي الآخرين أو أهرب من فراغي؟

ربما حين نُجيب بصدق، سنُعيد النظر، وبدلاً من أن نُكرر قصص الندم، نصنع قصص نجاح حقيقية.

التعليقات ()

مشاركة

أخر الأخبار

WhatsApp Image 2025-09-16 at 11.04.09 PM.jpeg
الحميدي: تحديثات جديدة صدرت على اللائحة التنظيمية لدوري جوّي للنخبة.. فيديو
ماجد محمد
منذ 50 دقيقة
0
1420
WhatsApp Image 2025-09-16 at 7.26.26 PM (1).jpeg
طبيبة : الأعمال المنزلية تؤثر على مفاصل المرأة.. فيديو
الرياض
منذ 52 دقيقة
0
1421
WhatsApp Image 2025-09-16 at 2.52.39 PM (1).jpeg
مواصفات وأسعار نيسان باترول نيسمو في المملكة
أميرة خالد
منذ 55 دقيقة
0
1434
WhatsApp Image 2025-09-16 at 10.55.51 AM.jpeg
الوحدة في الطفولة تزيد من خطر التدهور المعرفي عند البلوغ
أميرة خالد
منذ 57 دقيقة
0
1416
WhatsApp Image 2025-09-16 at 11.59.07 AM.jpeg
مراهق يهاجم والديه بفأس ويصيبهما إصابات خطيرة
لندن
منذ 59 دقيقة
0
1427
إعلان
مساحة إعلانية